الثلاثاء، 21 مايو 2013

تيم كوك والسياسة الجديدة في إدارة شركة أبل



في مقال نٌشر في صحيفة الـ Wall Street Journal عن تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل وخليفة ستيف جوبز تم ذكر عدة معلومات وأمور شيّقة عن سياسات تيم الجديدة والمختلفة عن الراحل ستيف جوبز في إدارة أبل.
تقول كاتبة المقال جيسيكا فاسكيلارو بأنه على الرغم من أن تيم كوك قد سبق وأطلق وعوداً بأن شركة أبل لن تتغير بعد رحيل ستيف وإمساكه بزمام الأمور في شهر أغسطس السابق، إلا أنه قد وضع بصماته الإدارية الخاصة على أبل في عدة طرق تُلمّح بأن الشركة لن تبقى تماماً كما كانت في عهد مؤسسها ذو الطبع الحاد ستيف جوبز.
في الأسابيع الأخيرة اهتمّ تيم كوك بالأمور الإدارية التي لم يهتم بها ستيف مثل ترقيات الموظفين وكتابة التقارير. بناءً على ما قاله بعض الأشخاص القريبين من هذه الأمور، فإن تيم ذو الخمسين عاماً كان في الآونة الأخيرة على تواصل أكبر مما كان يقوم به ستيف وأصبح يراسل موظفي أبل ويشير إليهم بصفتهم “الفريق”!

أيضاً فقد أظهر السيّد كوك فلسفة إدارية مختلفة بعض الشيء مقارنةً بـ ستيف. فعلى سبيل المثال قد أعلن تيم عن برنامج خيري من أبل يعد بتقديم تبرعات مشابهة لما يتبرع به موظفيها للجمعيات غير الربحية إلى حد يصل إلى ١٠ آلاف دولار سنويا بدءًا من إدارتهم في الولايات المتحدة الأمريكية وخطط مستقبلية للتوسع بالبرنامج لدول أخرى. على النقيض من ذلك فقد ذكر ستيف جوبز في نهاية اجتماع العام الماضي بأنه يُعارض فكرة التبرعات المالية (بناءً على ما ذكرته شخصية حضرت ذلك الاجتماع).
الكثير في عملاق التكنولوجيا أبل لم يتغير ويُتوّقع أيضاً بأنه لن يتغير بناءً على ما سبق وأن صرّح به تيم كوك ذو الخبرة الطويلة في أبل والذي ترقّى إلى منصب الرئيس التنفيذي للعمليات في أبل منذ عام ٢٠٠٥م والذي قد أمسك بزمام الأمور في أبل حين تغيّب ستيف عدّة مرات في إجازات مرضيّة. حسب ما يزعمه شخصٌ مقرّب من أبل فإن تيم ليس معجبًا بفكرة إعادة التنظيم وأنه يؤمن بقوّة بـ ثقافة أبل التي تُثمّن تطوير المنتجات وتصميمها، وأيضاً فإن تيم يُقدّس جداً السرية الشديدة المتأصلة في ثقافة الشركة.
لكن أيضا فإننا لا نستطيع غضّ النظر عن تحركات تيم منذ تسلمه رسميا لمنصب الرئيس التنفيذي لأبل في ٢٤ أغسطس الماضي التي تشير إلى كيفية إدارته لأبل في السنوات القادمة وبتركيزٍ أكثر على صرامة مكان قد كان ولسنوات مُداراً بحدس الراحل ستيف جوبز.
تقول كاتبة المقال جيسيكا بأن متحدث رسمي في أبل رفض إعطاء أي تعليقات حول سياسات تيم كوك واكتفى فقط بالإشارة إلى أن السيّد كوك غير متفرّغ لمقابلة صحفي.
يشتهر تيم – الخبير في أمور المبيعات ومخططاتها وتوقعاتها – بأنه إداري منضبط على النقيض من السيّد جوبز ذو الصبر القليل للأمور الإدارية بناءً على شهادات كلٍّ من أصدقائه وزملائه في العمل.
أيضا حسب ما ذكره موظف سابق في أبل، فإن تيم كوك شخصية يسهل الوصول إليها وقد اشتهر على مدى السنين السابقة بأنه ذو أذن صاغية إلى الإداريين التنفيذيين الذين دائما ما يطلبون منه النصيحة في كيفية التواصل مع ستيف جوبز.
أيضا في الأسابيع الماضية قد قام تيم بعدة تطويرات في الهيكلة الإدارية لقسم التعليم في أبل، القسم الذي انحرف مساره بعض الشيء عن ثقافة أبل وهيكلة إدارتها بناءً على ما ذكره شخص قريب من الأمر. لسنوات عدة قد كانت إدارة قسم التعليم مستقلة بحد ذاتها ولكن ما قام به تيم هوإعادة هيكلة القسم ليكون على اتصال دائم مع قسم المبيعات وكذلك التسويق وبقية الأقسام الأخرى، الأمر الذي يضيف مسؤوليات جديدة على الإداريين التنفيذيين فيل شيلر من قسم التسويق إلى جانب جون براندون من قسم المبيعات.
من التغييرات أيضا التي قام بها تيم بعد أيام قليلة من توليه المنصب الجديد هو إبراز أحد التنفيذيين الشهيرين في إدارة قسم الآيتونز منذ تأسيسه إيدي كيو بترقيته إلى منصب نائب رئيس قسم برامج وخدمات الإنترنت في أبل ليكون أيضا عضواً في فريق المدراء التنفيذيين في أبل.
الأهم من كل ذلك : ما هي رؤية تيم كوك تجاه الأمور المالية في الشركة التي أصبحت الأعلى قيمة في العالم والتي تتمتع بسيولة نقدية تزيد عن ٨١.٦ مليار دولار. يتوقع إداريين وموظفين سابقين في أبل بأن تيم كوك مقارنة بستيف سيكون منفتحًا أكثر إلى ملاك الأسهم وأيضا عملاء أبل، مركزين أيضاً إلى رغبته في مقابلة المستثمرين في أبل بصفة دائمة في الفترة القادمة. يقول أحد المحللين الباحثين المهتمين بشركة أبل توني ساكوناغي بأن ستيف جوبز كان يملك كل الأجوبة ولكنه ليس متأكدا عمّا إذا كان تيم كذلك ويضيف بأن تيم صريح بشكل مفاجئ خصوصا فيما يتعلق بخطط أبل الإستراتيجية مثل خطط أبل التوسعية حول الأيفون.
من الأمور التي يتوقع بأن تيم سيصب تركيزه عليها هو خططه حول السيولة النقدية لدى أبل وعما إذا كان سيقوم بإعادة شراء حصص الأسهم من المستثمرين أو توزيع الأرباح لهم ،الأمور التي كان يعارضها ستيف جوبز، لكن حسب مقربين من أبل فإنه من الواضح أن تيم يبدو منفتحا ومتقبلا أكثر لهذه الخيارات التقليدية.
على صعيدٍ آخر فمن الجدير بالذكر حول الاختلاف ما بين تيم وستيف بأن الأول ليس “رجل منتجات” حسب ما يقوله أصدقاؤه وزملاؤه دائما وبالإضافة لأن ستيف نفسه قد ردد ذلك لوالتر اساكسون كاتب السيرة الذاتية الخاصة بستيف جوبز والتي قد تم نشرها قبل عدة أيام.
ختمت كاتبة المقال حديثها بالإشارة بأن المقربين من شركة أبل يتساءلون عما إذا كان تيم يستطيع متابعة الإنجازات المستمرة التي قد أوصلت أبل لأن تكون أكبر شركات التقنية في العالم. وقد ذكرت أيضا قصة عن تيم كوك في الماضي عن أنه قد سأل أحد موظفيه – الذي كان يعرض عليه خدمةً جديدة – بقوله “أخبرني مجدداً كيف ستساعدني هذه الخدمة الجديدة في زيادة مبيعات أجهزتي الهاتفية؟”
الآن سؤالي لمتابعي عالم التقنية ما رأيكم ما هي وتوقعاتكم حول تيم كوك وإدارته للشركة في السنوات القادمة؟
وما هي توقعاتكم حول دور أبل في الأعمال الخيرية مستقبلاً؟
*تمت ترجمة المقالة بتصرف مع بعض الإضافات البسيطة.

المقاله المنشوره في صحيفة swj

0 التعليقات:

إرسال تعليق